عائد من العين الصفراء
عندما يحولون القرأن الكريم إلى فلكلور بسعر 15000دج لساعتين فقط
****
من البليدة ، أبرق أحمد ختاوي
***
لم أكن أعرف أو أتوقع أن تلاوة القرآن من قبل ما يسمى محليا ب ” الطلبة ” بالمقابل بكامل التكاليف أي
PRISE EN CHARGE TOTLALE
ينعمون بالطعام والشرب ، وبأية تكلفة ، تصوروا ساعتان فقط بسعر 15000 دج ، هذا هو السعر المضبوط عند جميع ” الطلبة ” ومع – ربما بعض المفاوضات ، او التخفيضات يخفف السعر ، ومن يدري
والأغرب من هذا أننا لما كنا في مجلس العزاء ، أي التلاوة
كان رئيس هؤلاء ” الطلبة ” المقرؤون ” يوزع علينا أجزاء من المصحف الكريم
لحظتئذ سألني أي جزء تختار ، كنت أعتقد أن التلاوة جماعية وبصوت واحد ،
، هات أي جزء قلت للذي أمدني بالجزء وهو رئيسهم على ما يبدو ، هات أي جزء ، معتقدا أن التلاوة جماعية
لكنني تفاجأت لما وٌزعت علينا الأجزاء ، أن ذلك يسمى ” السلكة ” معناه ختم القران كاملا في ظرف ساعاتين ،
كل واحد من الحضور يقرأ ما يشاء من القرآ ن الكريم ، فكانت جلبة وصخب
وكل يقرأ ، كان أخي يحاذيني على اليمين بسورة الرحمان ، وعلى الذي على شمالي مقرئ في سورة آل عمران ، والاخرون يعلم الله ماذا كانوا يقرأون ، أو ربما فقط كانوا يتمتمون ،
لم تمضي نصف ساعة حتى جاء صاحب البيت ، أي بيت العزاء بكل الخيرات كما نقول : طعام بالعسل واللبن والتمر والحليب وكل الخيرات ، والشاي ،
توقف الجمع ، بل توقفت الجلبة عن اللغط والصخب
لم نستأنف ، يدوب نكون قد قرأنا حزبا , أنا لم أقرأ
جهرا ، لأن تلك الجلبة وذلك الفلكور لا يدعك تتدبر القرأن الكريم
عند انتهاء الجلسة خرجت ٌ خارج بيت العزاء ، سألت أحد الشباب ، ما هذا ؟ ، لم أعهده من ذي قبل ، هذا كرنفال ، وهذا فلكلور
وهذه طقوس القبائل الافريقية أو العشائر الطوطامية ، أو لا أدري ، ، هذا الشاب من المدينة ، قال لي سهرة كاملة للفنان القدير قاسو ، أو منصور ، وهما فنانين من المدينة لا يكلف سهرة كاملة صاحب العرس أو السهرة هذا المبلغ ،
تسمرت ٌ في مكاني من شدة الذهول ، فقلت له ، أهكذا يمرغ ، حاشا ولله القرأن ، في وحل هؤلاء ” الطلبة
رد كلهم تجار ، وهكذا نحن ” والفنا ” ،
مع هؤلاء البزاة ، قلت له يمتصون دماءكم ، ويعبثون بقدسية القرآن ، إنه ورب الكعبة فلكلور وكرنفال
ولحسن الحظ أن صاحب بيت العزاء لم يعطهم سوى 4000 دج ، لأن عدد عناصر الفرقة ” المقرئة ” من الطلبة لم تكتمل ، وكانوا قد اتقفو ا على عشرة مقرئين تماما كما فرقة موسيقية ، عجيب وغريب ،
والأغرب من هذا أنه كان وسط هذه ” الفرقة ” أو الجوق ” طفل لا يتعدى عمره 12 سنة ، أخذ هو الاخر حصته ، وأبوه هو رئيس الفرقة ، أعطاه 1000دج ليعطي للمقرئيين الاثنين 1000 دج لكل واحد منه
لم يرض رئيس الفرقة بالمبلغ 4000 أخذه على مضض ، فيما ظل يطاردني واحد منهم ، عندما سألته : أهذا بالمقابل ، قالي بالعامية هذوا يطلبوا غالي ،
أعط للسيد فلان ، إنه بدون عمل 3000 دح فقط ، وظل يترقبني خطوة خطوة ، قلت له ، ما زلت هنا مساء أعطيها لصاحب بيت العزاء ،
لكن في قرارة نفسي كنت ُ أقول له ” تدي الريح ” أي تأخذ الريح ، القرآن تدبّر يا هذا ، القرآن ليس فلكلورا ولا كرنفالا
وسبحان الله ، هؤلاء الذين أسأءوا للدين ولقيم وقدسية القرأن ، ومنهم الرقاة والمشعوذين والسحرة في سنة 2020 ما يزال الاعتقاد بأن القرآن بهذا الشكل سيغفر ويشفع في الميت ،
وبهذا الشكل
كان الأجدر تلاوته بتدبر وتمعن ، أو حتى بواسطة قرص وتلاوة عطرة ،
ولله في خلقه شؤون