تيارت:
محمد حايس موظف قطاع الصحة برتبة… ” منظف في سبيل الله”
العون الإداري بمفهومه الوظيفي هو موظف يزاول وظيفته في حدود مكتبه ومصلحته لكن هذه النضرية لا تنطبق تماما على البعض من أصحاب الضمائر الحية والحيوية مثل الإداري بالمؤسسة الإستشفائية بمهدية بولاية تيارت السيد محمد حايس والذي أبهر الجميع بتطوعه فوق ساعات عمله أثناء الجائحة الوبائية التي أصابت العالم .
حيث إرتدى هذا الشاب بدلة الوقاية وقناع الوقاية وغاص رفقة الأطقم الطبية وسط مصلحة الكوفيد، فمن مساعد للتمريض إلى عامل ينقل المرضى إلى عون نظافة ينظف ويعقم المستشفى بل وصل به الحال إلى تنظيف مصلحة حفظ الجثث التي عرفت مؤخرا حركة كثيفة بسبب حالت الوفاة المؤكدة والمشكوك فيها بالوباء بمستشفى مهدية.
يقال للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت… ففي الوقت الذي قدم البعض طلب العطلة الموسمية وقدم الأخر شهادات مرضية لتفادي التقرب من الوباء، يخاطر ” محمد حايس” بحياته من أجل ان يترك بصمته في سجل “العليين” وما أدراك ما “عليون” كتاب مرقوم… بصالح الأعمال في سبيل الله، وستشهد له كلأ الأروقة التي عقمها، وكل الخدمات التي قدّمها، وكل وقفاته… له يوم القيامة حين لا ينفع مال ولا بنون ،، إلا من أتى الله بقلب سليم حاملا عمله “الصالح” كعمل “محمد حايس”.
سيحكي التاريخ للأجيال القادمة، أن الجزائر بقيت شامخة وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بفضل منه وبفضل هؤلاء الرجال الذين لا يريدون جزاء ولا شكورا من أحد إلا أن يلقاهم ربهم نضرة وسرورا، فاللهم بلغهم مقاصدهم وارزقهم رضاك في الدنيا والآخرة. جلول بلسعدات