محمد عبدالله محمد هزاع الياسري، من مواليد 1994م في قرية ذخور _ عزلة الأجعود مديرية التعزية _ محافطة_ تعز بالمين
يمانيون نأنفُ كل ذُلٍّ… أشداءٌ أولو عِزٍّ وَبأسِ .. الجزء ( 1 )
يعتبر محمد الياسري أحد أبرز الشعراء الشباب في اليمن الشقيق، وقد سماه الشاعر الجزائري الكبير محمد جربوعة “الفتى الشاعر” وهو في مقتبل العمر، لترقيه قصائده فيما بعد إلى رتبة.. “ضابط” للعروض، في معسكرات الشعر العربي الفصيح، حيث التنوع في الطرح وتناوله قضايا وطنه، اليمن الجريح، الذي كان بالأمس القريب سعيدا بحضاراته المتعاقبة التي صدّرها للعالم.. يؤكد مرة أخرى، أن اختياره ارتداء البدلة العسكرية التي ترمز إلى الإباء والنخوة والحزم والصرامة اليمنية، دفاعا عن وطنه بالسلاح الحي، هي فقط صفة أخرى من صتات الشعراء العرب، على شاكلة امرؤ القيس، وأبو فراس.. والمتنبي القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني // والسيف والرمح والقرطاس والقلم!
قصيدة:
القدس عاصمة فلسطين الأبدية… صفقة القرن لن تمر
وحي الأسى في مقلتيك تسامى
مذ أحرموا فيك العيون مناما
من بددوا فيك الحياة وشرَّدوا
عنك المنى مذ صيَّرُوكِ حُطاما
هاهم أتوا بعد الجراح بقبحهم
يلقون للأموات فيك سلاما
في صفقة_القرن التي صاغوا لنا
مَن سلسلوا فينا الحروب دراما
يا لعنة القرن التي حلَّت بنا
فيما رواهُ ترمب عن أوبامـا
قولي لكل المجرمين بأن مَن
عاشوا هنا تحت الحصار يتامى
الوارثون الموت عن آبائـهم
لن يقبلوا ذلَّـا وَلا استسلاما
قولي لكل الغاصبين بأننا
نحيا كراماً أو نموت كراما
قصيدة: مِنِّي إِلَى بَعِيْرِ النِّفْطِ.
تَزِيْدُ فَضَاضَةً فَنَزِيْدُ صَبْرَاً
وَتَصْنَعُ مُنْكَرَاً وَنَقُولُ شُكْرَا
تُحِيْكُ مَكَائِدَاً فَنَرُدُّ صَمْتَاً
وَتُدْجِيْ ظُلْمَةً فَنُشِعُّ فَجْرَا
لِـأَنَّكَ لَـا تُسَاوِيْنَا مَقَامَـاً
وَلَسْتَ تَفُوْقُنَا شَأْنَاً وَقَدْرَا
إِذَا فَتَّشْتُ فِي الأَسْفَارِ يَوْمَاً
وَجَدْتُكَ خَيْمَةً فِي قَلْبِ صَحْرَا
بَعِيْرَاً قَدْ تَرَعْــرَعَ فِي فَــلَـاةٍ
يُجِيْدُ حِلَـابَةً وَتُجِيْدُ صَــرَّا
مَتَى كُنْتُمْ أَئِمَتَنَا زَمَـانَاً
تَجُوْبُونَ الـدُّنَا كَرَّاً وَفَرَّا
تَلَبَّسْتَ العُرُوبَةَ عَنْ تَمِيْـمٍ
لِتُخْفِيَ نَقْصَكَ المَكْنُونَ سِرَّا
أَرَى الأَنَسَابَ لَـاتُشْرَى بِمَالٍ
وَلِيْسَ المَجْدُ لِلْـآتِيْنَ تَمْـرَا
وَنَعْلَمُ مُذْ أَتَيْتَ إِلَى بَلَـادِي
بِأَنَّكَ جِئْتَ تَشْطِيْرَاً وَمَكْرَا
فَلَسْتَ تَرُومُ تَحْرِيْرَاً لِـأَرْضِيْ
وَلَسْتَ تُرِيْدُ تَخْلِيصَاً وَدَحرَا
فَلَـا شَامَاً بَلَغْتَ لَهَا امْتِدَادَاً
وَلَـا أَعْمَرْتَ يَا ابْنَ الأَمسِ مِصْرَا
سَلِ التَّأرِيْخَ عَنْ سَبَإِ المَعَالِي
وَعَنْ رَبْعِيِّ فِيْ إِيْوَانِ كِسْرَى
وَكَيْفَ أَشَادَنَا القُرَآنُ رُشْدَاً
وَمَنْ كَانَوْا أَشَدَّ النَّاسِ كُفْرَا
أَنَا اليَمَنِيُّ قَــالَ اللَّـهُ عَنَّـا
حُمَاةُ الدِّيْنِ إِيْوَآءً وَنَصْرَا
غُزَاةُ الدَّهْرِ إِنْ يَوْمَاً غُزِيْنَا
جَعَلْنَا الأَرْضَ لِلْغَازِيْنَ قَبْرَا
فَإِنَّ دِمَاءَنَا لَيْسَتْ حَلِيْبَـاً
وَلَيْسَتْ يَا رُعَاةَ الإِبْلِ خَمْرَا
لَنَا التَّأْرِيْخَ عُنْوَاَنَاً جَلَـيَّاً
إِذَا مَا كُنْتَ بَالتَّارِيْخِ أَدْرَى
فَقُلِّيْ يَابْنَ نَاقِصَةِ السَّجَايَا
مَتَى كَانَتْ لِجَدَّتِكُـمْ سُقَطْرَى؟
قصيدة: آخِرُ أَنْبَـاءِ الهُدْهُدِ الحَزِيْنِ
مُدِّي يَدَيْكِ فَإِنِّي لَمْ أَعُدْ أَقوَى
أَسْعَى إلَيْكِ وَلَـٰكِنْ دُونَمَا جَدْوَى
يَا أَوَّلَ الوَجَعِ المَسْفُوحِ فِيكِ دَمِي
يَسْتَلْهِمُ الصَّبْرَ كَمْ طَالَتْ بِكِ البَلْوَى
الحِكْمَةُ الآنَ مَأْسَـــاةٌ مُجَـزَّأَةٌ
لَـا تَفْهَمُ النُّصْحَ والتَّبْرِيرَ والفَتْوَى
أَيْـنَ المَسَاجِدُ.؟ هَلْ بُحَّتْ مَـــآذِنُـهَا ؟
أَمْ أَنَّهُ اليُتمُ إِذْ شَاخَتْ بِكِ الدَّعْوَى ؟!
النَّاسُ فِيكِ تَنَاءَتْ عَن حَضَارَتِهَا
وَاسْتَبْدَلَتْ أَمْنَهَـا التَّنْكِيلَ وَالسَّطْوَا
مُذْ أَلقَتِ الغَابُ يَالَلبُؤسِ شِرْعَتَهَـا
صَارَ البَقَاءُ بِهَـٰذِي الـأَرْضِ لِلـأَقْـوَى
وَضَّاحُكِ الـ..مَاتَ مَاتَ العِشْقُ فِي فَمِهِ
وَالجَهْلُ بَـدَّدَ فِيْكِ الرُّشْدَ وَالتَّقْوَى
يَا مَعْبَدَ الشَّمْسِ هَلْ سُنَّ الظَّلَـامُ لَنَا ؟
مُذْ غَادَرَ الهُدْهُدُ المَبْعُوثُ بِالشَّكْوَى
المَجْدُ أَصْبَحَ فِي أُذْنَيْكَ رَجْعَ صَدَىً
مَا عَادَ يَأْمَلُ فِيْكَ الحَاضِرُ الزَّهْـوَا
شَعْبُ الحَضَارَةِ حِيْنَ اقْتَاتَ كُلَّ أَسَىً
أَمْسَى يُغَازِلُ فِي جَفْنِ الدُّجَى مَأْوَى
صَنْعَاءُ حَاضِنَةُ التَّأْرِيْخِ مُذْ خُلِقَتْ
اليَومَ تَسْقُطُ فِيْ كَفِّ الرَّدَى سَهْوَا
إِبُّ السَّنَابِلِ جَابَ القَحْطُ أَوْدِيَةً
فِيْهَـا الَبَلَـابِلُ بَاتَتْ تَلْعَنُ الشَّدْوَا
فَـ جِبْلَةُ الآنَ إذْ هُــدَّتْ مَعَالِمُهَا
حَيْرَى تُفَتِّشُ مِنْ بَيْنِ النِّسَا أَرْوَى
فَلْتَسْأَلِ الدَّهْرَ_هَلْ كُنَّا فَـرَاعِنَةً ؟
كَي تَتْرُكَ البَحْـرَ يَا مُوسَى لَنَا رَهْوَا
هَـٰذِي تَعِـزُّ تُقَـاسِي الوَيْلَ يَسْكُنُهَـا
الخَوفُ وَالجُـوعُ وَالبَأْسَـاء وَاللَّـأْوَا
أَيْنَ الزُّبَيْرِيُّ..هَلَّـا عَادَ يُخْبِرُنَـا ؟
فَالطِّفْلَةُ اليَومَ لَيْسَتْ تَعرِفُ الحَلْوَى
هَلْ لِلطُّفُـولَةِ أَنْ تَحْيَـا ابْتِسَـامَتُهَـا ؟
وَصَفْحَةُ المَوتِ فِيْنَا لَمْ تَعُدْ تُطْوَى
مَا بَالُهَـا اليَومَ..؟ تَشْكُو الجَهْدَ أَرْمَلَـةٌ
فِي حُضْنِهَـا اليُتْمُ يَقْتَاتُ النَّدَى سَلْوَى
لَـا تَسْأَلُوا الرِّيْـحَ . . بُشْرَاهَـا مُزَيَّفَـةٌ
حَمَّالَـةُ السُّوءِ فِيْنَـا تَنْقُـلُ العَــدْوَى
يَا إِخْوَةَ الذِّئْبِ إِنَّ الجُبَّ مُزْدَحِمٌ
سَيَّارَةُ الشُّؤْمِ عَنَّـا ضَيَّعُوا الدَّلْوَا
إنِّي مَلَلـتُ مَلَلـتُ العَيْشَ فِي بَلَـدٍ
كُلُّ الحِبَالِ عَلَى أَعْنَـاقِهَـا تُلْـوَى
فُكُّوا قُيُودِيَ إِنِّـي الآآآنَ فِي عَجَلٍ
مَنْ ذَا يُعِيْدُ إِلَيَّ النَّـاقَةَ القَصْـوَا
حَتَّى أُسَافِرَ فِي صَحْرَاءِ مِحْنَتِنَـا
اسْتَعْطِفُ الرَّمْلَ فِي غَيْرِ اللَّظَى مَثْوَى
أَسْتَأنِسُ اللَّيْلَ فِيهَا رُغْـمَ قَفْـرَتِهَـا
وَكَمْ ظَلَلْـتُ هُنَا أَسْتَوحِشُ الخَطَوَا
مِنْ آخِرِ البَوحِ جِئْتُ الآنَ سَيِّدَتِي
سَعْيَاً إِلَيْكِ لَعَــلِّي أَبْلُـغُ العَفْـــوَا
وَحْدِي أُرَتِّلُ فِيْكِ الوَجْـدَ يَا وَجَعِي
وَأَهْمِسُ الآآآآهَ سِـرَّاً بَالِغَ النَّجْوَى
رَبَّـاهُ رَبَّـاهُ هَـٰذِي الأَرْضُ طَيِّـبَةٌ
فَادْفَعْ بِلُطْفِـكَ هَـٰذِي الغُمَّةَ الشَّعْوَا
قصيدة: عَلَـامَاتِ التَّرْقِيْع
جَاءَتْ تَسُوقُ الشِّعْرَ فِي مِحْرَابِي
جَذْلَى تُفَتِّشُ فِي سُطُورِ كِتَـابِي
قَالُوا بِأَنَّكَ عَبْقَـــرِيٌ شَــاعِرٌ
تُوْحِيْ لَـهُ الأَيَّــامُ بِالأَلْقَـابِ
لَكَ فِيْ الجَمَالِ قَصَائِدٌ قُدْسِيَّةٌ
تَحْكِي انْحِنَاءَ الوَرْدِ فِي إِسْهَابِ
إِنْ كُنْتَ حَقَّاً.. فَلْتَبحْ بِقَصِيْدَةً
عَنِّي وَشَكْلَ عَبَاءَتِي وَحِجَابِي
عَنْ نَقْشِةِ الحِنَّاءِ فَوْقَ أَنَامِلِي
عَنْ سَاعَتِي مَثَلاً وَلَونِ خِضَابِي
فَنَهَضْتُ مِنْ فَوقِ الأَرِيْكَةِ قَائِلاً
وَنَظَرْتُ فِيْ شُؤْمٍ وَفِيْ اسْتِغْرَابِي
مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَحْتَوِيْكِ قَصَائِدِي
أَوْ تَحْتَسِيْنَ مَتَى أَرَدْتِ شَرَابِي
مَاشَأْنُ مِثْلِكِ بِالجَمَالِ لِتَحْكُمِي
أَوْ تُظْهِرِيْ نَقْــدَاً بِلاَ أَسْبَــابِ
مَنْ قَالَ أَنَّكِ تُشْبِهِيْنَ غَـزَالَـةً
بِالوَجْهِ بِالعَيْنِيْنِ بِالأَهْـــدَابِ
أَوْ أَنَّهَـا شَفَتَاكِ تَرْسُـمُ وَرْدَةً
حَمْرَاءَ مِثْلَ التُّوتِ وَالعُنَّـــابِ
يَا أَنْتِ مِثْلُكِ لَا تَشُدُّ نَوَاظِرِي
كَلَّـا وَلَـا أَبَـداً تُسِيْلُ لُعَـابِي
عَيْنَاكِ ضَيِّقَتَانِ مِثْلُ مَغَــارَةٍ
مَهْجُوْر َةٍظَلْمَـــاءَ كَالسِّرْدَابِ
لَيْسَتْ تُثِيْرُ إِذَا نَظَرْتُ صَبَابَتِي
وَأَظُنُ لَـا تَقْـوَى عَلَى اسْتِيْعَابِي
أَخْطَأْتِ حِيْنَ دَخَلْتِ بِيْنَ مَشَاعِرِي
فَلْــتَذْهَبِي هَيَّــا لِسُــوْقِ ثِيَـــابِ
كَيْ تَأْخُـذِي مَا قَدْ تَــرَيْنَ مُنَاسِبَاً
أَوْ تَتْرُكِي مَا شِئْتِ دُوْنَ عِتَـابِ
لَيْسَ الجَمَــالُ كَمَا تَرَيْنَ عَبَاءَةً
مَشْدُوْدَةً فِيْ الصَّدْرِ فِيْ الأَجْنَابِ
الحُسْنُ فِيْ الـأُنْثَى حَنَانٌ زاخرٌ
لَـٰكِنْ وَجَدْتِكِ أَنْتِ مَحْضُ سَرَابِ
إِنَّ القَصِيْدَةَ فِيْ يَــدِيْ تَسْبِيْحَةٌ
آثَرْتُهَـا ذُخْــرَاً لِيَـوْمِ حِسَـــابِي
لَيْسَتْ تُقَــالُ لِمَنْ تَجِيْئُ تَدَلُّـلَـاً
مَغْـرُوْرَةً بِجَمَـــالِهَــا الكَـذَّابِ
فَلْتَرْحَلِي وَالشَّمْسَ قَبْلَ زَوَالِـهَا
وَلْتُغْلِقِي يَا أَنْتِ خَلْفَـكِ بَـابِي
التعليقات مغلقة.
شكراً جزيلاً لجريدة الحياة اليوم وكل العاملين بها على الحفاوة والإطراء والإهتمام الذي قلَّما مانجده في غيرها من الصحف التي اصبحت أبواقاً للظلم والفساد والمحاباة والمجاملات الزائفة .
دمتم دعاةللوعي والتنوير والحقيقة .
محمد الياسري( الفتى الشاعر)
روعه وابداع. شعر بليغ وفصيح ما شا الله
دوما مبدع كعادتك اخي محمد الياسري