****
من البليدة ،أومض الأستاذ: أحمد ختاوي
***
الفنان الراحل “إيدير”
أستبعدك إدير من دائرة العفن، هكذا غرد الشحرور على الفنن
هكذا عاد الماعز أصيلا من أعالي القمم
هكذا رحل الشحرور
لا أقول أكثر
أيها العندليب
قد ملأت اغانيك ” أسّندو … أسندو وافافا ينوفا وغيرها ذاكرتنا الوطنية بأروع مواقفك وأروع أغانيك
لا أقول أكثر
رحمة الله عليك
رحلت إدير ويبقى فيك الوطن
خالدا خالدا
لروحك السلام من ذاكرة نوميديا ومزغنة أسمها كلها “وطن “
كانت أمي رحمة الله تسديني وتسقيني دندناتها هي تطل من كوب لبن من حلفاء ، وهي تغمغم نغما ” ليخ أسندوخ أممي ” بالعربية ” إني أمخض يا ولدي “ ولم تكن تعرف إدير ، فقط يرافقها النغم وهي تصب حب الوطن في كأس لبن من وطن ، بياضه حب وطن مثلما حملته إدير ” وسام عشير ” على أكتافك مسلكا
“”نم قرير العين يا صاحب رائعة ” أسندو أسّندو ويا فافا ينوفا” من تبسة الى تلمسان مرورا بقيبلة بني أوراغ بمنطقة
الونشريس ومن تمراست إلى مزغنة
مرثية على صهوة لبن
***
مرفوعة إلى شهيد الانسانية، البلبل الصادح: إدير ووالدتي مناصفة ,,, إلى روحكما الرحمة والسلام ,,, وجدا وسفرا
***
من البليدة كتب : أحمد ختاوي :
***
إيدير أبكي فيك اليوم المد والمددا
أبكي فيك الأم التي روتني اللبنا
أذكرك صومعة
أًمّا كانت لي سندا
ما نثرتَ أوراقك اليوم – إيدير – الأ
خوخة مرصّعة
بالبِشر ، بالخلد والسؤددا
هكذا أخبرتني الشجرة
حين غمستْ أمي
في سمغونا(1) رنينك سفرا
ذات ضحى
أو عرجون بلح يرشق ثمرا
وأمي تشد إزارها الأصفرا
*****
ما شبهتك اليوم مسيّجا مصلوبا
على صهوة سما
مسيحا أويعقوبا ( 2) أو عباءة محند (3)
****
إيدير ما توجتك دما بين أوْس وخزرجا (4)
بقدر ما شربتك اليوم خلودا، ماء ولبنا
في قربة تشدو ” اسّندو أسندو أو أفافا ينوفا 5)
” شرفة أسانيد وقمرا
بين التلال والمرتعا
أيا بلبل الانسانية جمعاء نم على وقع
الخلود صدى للشذا عطرا ومطرا
كن بيننا ، كن بيننا
، فنحن منك اليوم نحلب
رحيق ذاك الصّمود ,… وذاك الجَلدا
*****
البليدة في 03/05/202خ
****
هوامش :
سمغونا : في إشارة إلى مدينة بوسمغون بولاية البليدة ، بلدتي التي شربت لبنها من قربة وحلمة أمي طيب الله ثراها
-2 – في أشارة الى النبي يعقوب أبو سيدنا يوسف عليه السلام
– 3 – محند في إشارة إلى الشاعر والفيلسوف والمناضل ألأمازيغي الجزائري ، الشاعر الكبير محمد أو محند
-4- قبيلتان عربيتنان / الأوس والحزرج
– 5 – أغنيتان للراحل إيدير